التصنيفات
اخبار صبايا

وزير الشباب ومحافظ المنوفية يفتتحان صالة ألعاب رياضية وملعب نجيل صناعي بنادي مليج الرياضي بتكلفة 2مليون جنيه كتبت شيرين صابر (مجلة صبايا)


وزير الشباب ومحافظ المنوفية يفتتحان صالة ألعاب رياضية وملعب نجيل صناعي بنادي مليج الرياضي بتكلفة 2مليون جنيه

كتبت شيرين صابر

افتتح الدكتور اشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية، صباح اليوم السبت، صالة ألعاب رياضية وملعب نجيل صناعي بنادى مليج الرياضي، بتكلفة 2مليون جنيه ضمن الجولة التفقدية لوزير الشباب والرياضة بمحافظة المنوفية.

ومن جانبه، أكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تسعي لإعداد جيل مؤهل بدنياً وثقافياً يسهم في تنمية الوطن، ولديها اهتمام كبير بمراكز الشباب في مختلف المحافظات، لتحويلها لمراكز خدمة مجتمعية، كما تستهدف توسيع قاعدة ممارسة الرياضة على مستوي الجمهورية من خلال تطوير البنية التحتية الرياضية والشبابية، وإنشاء منشآت شبابية ورياضية جديدة تخدم شريحة النشء والشباب.

يذكر أن، محافظ المنوفية، استقبل وزير الشباب والرياضة صباح اليوم، قبل بدء جولته التفقدية؛ لمتابعة سير العمل بالمنشآت الشبابية والرياضية بمحافظة المنوفية، والتعرف على آخر المستجدات الخاصة بتطويرها ورفع كفاءتها، والعمل علي تفعيل دورها المجتمعي، وتعظيم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها تلك المنشآت للنشء والشباب.

وتتضمن جولة وزير الشباب والرياضة بمحافظة المنوفية أيضاً افتتاح مبنى إداري بمركز شباب كفر شنوان بمدينة شبين الكوم، وافتتاح ملعب خماسي بمركز شباب سنتريس و3 ملاعب نجيل صناعي بمراكز شباب طليا والبرانية والكوادي بأشمون.

التصنيفات
اخبار صبايا

رويترز: أرامكو السعودية ستدرج 2% من أسهمها في البورصة كتب : محمد محسن السهيمي (مجلة صبايا)


رويترز: أرامكو السعودية ستدرج 2% من أسهمها في البورصة

كتب : محمد محسن السهيمي

أكدت مصادر رويترز ما ذكر سابقا أنه سيتم الإعلان عن النطاق السعري لاكتتاب أرامكو في 17 نوفمبر الجاري، فيما سيتم إدراج أسهم الشركة في سوق السعودية 11 ديسمبر المقبل.
وذكرت الوكالة أن العروض الترويجية ستبدأ في 18 نوفمبر.

وقالت المصادر إن الشركة ستقوم بإدراج 2% من أسهمها في البورصة.
فترة الاكتتاب للمستثمرين الأفراد ستنتهي في 26 نوفمبر الجاري، فيما تنتهي فترة الاكتتاب للمستثمرين من المؤسسات في 4 ديسمبر والتسعير في 5 ديسمبر.

نقاط القوة
وتبرز نقاط القوة لدى أرامكو بوصفها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم مسؤولة عن إنتاج برميل من بين كل ثمانية براميل نفط في الأسواق.
وتشكل مخزونات أرامكو المؤكدة من السوائل خمسة أضعاف تلك التابعة لأكبر خمس شركات نفط دولية مجتمعة. وتبلغ احتياطيات أرامكو المؤكدة من النفط 268.5 مليار برميل، بحسب دراسة لمدقق خارجي أعلن عنها مؤخرا.
وقد أنتجت أرامكو عام 2016 مستوى قياسياً من النفط الخام بلغ نحو 10.5 مليون برميل يومياً، لتنتج عام 2017 نحو 10.2 مليون برميل يوميا، ومن ثم 10.3 مليون برميل يوميا عام 2018.
وتراجع معدل الإنتاج في النصف الأول من العام الجاري إلى 10 ملايين برميل يومياً في ضوء اتفاق أوبك بلس وسعي المملكة لإعادة التوازن إلى السوق النفطية.
تكاليف الإنتاج
وتمتلك أرامكو السعودية نقاط قوة استثنائية تجعل منها الشركة الأولى عالميا من حيث التنافسية في مجال النفط، فهي تتمتع بإحدى أدنى نسب كثافة الكربون في الصناعة.
تبلغ كثافة الكربون لدى أرامكو حوالي 10.2 كيلوغرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من النفط الخام، إضافة إلى أن كثافة غاز الميثان لدى الشركة تبلغ 0.06 % فقط، وذلك يمثّل أحد أدنى المستويات في هذا القطاع.
هذا بالإضافة إلى تحضّر الشركة لمستقبل منخفض الكربون من خلال تطوير أنظمة محركات للمركبات أقل انبعاثا للكربون، إضافة إلى تطوير تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.
لكن تبقى إحدى مميزات أرامكو هي تكاليف الإنتاج والإنفاق الرأسمالي، حيث تعد الأدنى عالميا لكل برميل نفط مكافئ.
وتقدر كلفة الإنتاج بنحو 4 دولارات للبرميل الواحد كما تواصل أرامكو السعودية استثماراتها في عمليات المنبع للمحافظة على قدراتها في تلبية حاجات عملائها من النفط وإبقاء قدرتها الإنتاجية القصوى عند 12.5 مليون برميل يوميا، رغم نسب التراجع الطبيعية في الإنتاج من الحقول الناضجة.
كما تبقى القدرة الإنتاجية الفائضة وسرعة استحضارها أحد أبرز نقاط القوة الاستراتيجية لأرامكو بل للمملكة ككل.

التصنيفات
الادب غير مصنف

من رحم المعاناه ٢ بقلم الكاتبه رانيا البغدادى


من رحم المعاناه(٢)
حياه بلا حياه
بقلم :رانيا بغدادي
منازل متراصه علي الجانبين يتخللها شارع فسيح تختلف من حيث مساحتها طرازها المعماري عدد ادوارها قاطنيها يوجد منها من أٌغلق ببوابه حديديه محكمه وآخر بدون تري من أحكم غلق منزله مما يخشي اللصوص أم زياده خصوصيه أو يخشي زياره ضيف لا رغبه فيه بدون استئذان ومن لم يحكم تأمين منزله كيف رأي المستقبل!!!
اختلفت المنازل أيضا من حيث اساسها فكانت هناك منازل ذات أساس متين راسخ تحت الارض وأخري بدون رأيتها منبسطه علي سطح الارض دون اي اساس بباطن الارض يحميهامن هزات القدر ولكني استوقفني شئ ان اصحاب البيوت التي لا اساس لها لا يدركون ذلك اتفقوا جميعا في جهلهم بحقيقه موقفهم !!!
رأيت منازل بها شروخ عميقه يمتد عمقها الي التعري كل شرخ يروي قصه ما رأيت شروخ تروي قصه يأسها وطول انتظارها ان يشعر بها ليأخذ بيدها ويرممها رأيت شروخ يروي عمقها كم نالت منها الزمن أعتقد انها جميعا كانت تحتاج الي الاهتمام والرعايه والا ما كانت وصلت لهذا الحد المتهالك أري منازل قائمه بالفعل ولكنها آيله للسقوط ومنها من سقط بالفعل ولم يبقي منها الا ماكيت يخبرنا انه كان هناشئ
رأيت ايضا منازل شامخه واقفه تحكي لنا قصه صمودها نال الزمن منها ولكنها انتصرت عليه تلك المنازل التي داوم اصحابها علي ترميمها ورعايتها أدرك أصحابها منذ اللحظه الاولي لبنائها انهم قد دخلوا معترك الحياه وان بناء منازلهم بدايه وليس نهايه بدايه معركه عنيفه مع الحياه وعليهم ان يتسلحوا لها ويوحدوا الصف حتي لا تهزمهم الحياه أدركوا ان انتصارهم هو شراكتهم ووحده رحلتهم
“تشبثوا ببعض جيدا حتي لا تفلتكم الحياه”
كم منا تصدي للزمن وداوي شروخ بيته قبل ان ينهار قليل القليل
حال منازلنا هو حال أرواحنا تحتاج الي ترميم سكنها الصمت وباتت مهلهله أصيبت علاقاتنا بالخواء فرغت من مضمونها لم يبقي منها الي شكليات وواقع أليم أصبحنا نعيش تحت سقف واحد ويهرب كل منا الي عالمه الافتراضي اشتركنا في الحياه وفقدنا شريك الحياه باتت الحياه بدون حياه أجتمعت علينا بروده ليالي الشتاء وبروده منازلنا بعد ان اختنقت مشاعرنا وذهب دفئها
أصبحنا مجتمعين في السكن ولكن تنقصنا السكينه
عل كلماتي تنقذ شيئا لم يفت زمن انقاذه

التصنيفات
الادب

أفيون الوهم ( ٢ ) بقلم/ أحمد وليد السيد ( مجلة صبايا)


أفيون الوهم ( ٢ )

انتظر مظهر وصول الممثلة نبيلة كي يراقبها أكثر.. فجاءت و نزلت في فندق جراند كونتنينتال، الواقع أمام مبنى الأوبرا، بأحضان منطقة القاهرة الخديوية، أو كما عرفت بباريس الثانية.. جلس مظهر بك في تراس الفندق كل صباح يشاهدها من بعيد و هي تتناول إفطارها، محتسيا كوب الشاي و الإنجلش كيك، وسط بوكيهات الورد الشتوي و قصريات نخيل الزينة، و موسيقى البيانو البديعة، و رائحة دخان السجائر المنسجمة مع الهواء البارد، في جو السقيع و تكالب السحب، و ظهور الشمس على استحياء.. لم يكن لديه الطاقة للذهاب نحوها و التحدث معها.. إنها بدت منشغلة، فقد أتى إليها متعهدين حفلات بالعشرات، من مسارح قاهرية مختلفة، ابتغوا التعاقد معها، و إمضائها على حزمة أوراق كانوا يحملونها.. كانت ما أن لمحت مظهر بعينها و كشفت نظراته، أمسك البابيون في توتر و عدلها رغم أنها معدولة، أو تلاعب بشاربه الملتوي.. تظاهر بالنظر إلى ساحة ميدان الأوبرا، المميزة بتمثال القائد العسكري إبراهيم باشا الجاثم على حصانه، و أشجار حديقة الأزبكية المحيطة، و موقف عربات اللوري الفارهة.. و مبنى الأوبرا العريق البارز في الخلفية، المصمم بيد أفضل مهندسين إيطاليا زمن القرن التاسع عشر.. ثم أقيمت البروفة داخله، و قد حضرها مظهر بك، جلس على كرسي في الخلف، تحت قبة المسرح الكبير الفخم، ذو الطوابق الأربعة، الجامع لتلاقي مدارس الزخرفة الأوروبية، و فنون العمارة المثيرة للذهول، بين كل طابق و آخر مسارات نقوش الروكوكو الذهبية، النجف الفخم في البلكونات المنطفئ بسبب البروفة.. رأى مظهر نبيلة و هي ترتدي زي أميرة فرعونية فوق خشبة العرض، تجسد دور فتاة أرستقراطية تدعى إيزادورا، قد وقعت في غرام حابي الضابط الفقير بحامية المدينة، بينما رفض أبوها الغني تلك العلاقة، و وضع العوائق أمامهما، فانتحرت بعد شقاء، كي تنفرد بحبيبها في العالم الآخر.. فمع كل كلمة تلقيها نبيلة أو قصيدة تنشدها بلسانها كان حب مظهر لها يزداد.. شعر بتشابه مجازي بين القصة المسرحية و حكايته مع فاطمة.. فهو ذلك الفقير حابي رغم عظم نسبه و كبر ثروته.. كان فقيرا في أعين عائلة حبيبته، التي تطلعت لشخص قد بدى أفضل في تقديرهم.. و إيزادورا هي فاطمة التي ضحت و رفضت ذلك التسلط إلى أن لقت مصرعها.. ازداد إيمانه بأن نبيلة نسخة طبق الأصل من فاطمة هانم، وجد صوتها نفس صوت فاطمة، نبرتها لهجتها طريقة كلامها حركة شفتيها ! .. حركاتها مزاحها تسريحة شعرها، و أخيرا رمشات عينيها الناعستين، المحلاة بكحل نفرتيتي، و المفعمة بأنوثة ناعمة، ملامحها الطفولية التي تعكس رقة قلبها.. اندفع ضجيج أصوات ترتطم في رأسه، ضجيجا خرافيا أقرب لروايات الفانتازيا.. فهل بعثت فاطمة للحياة من جديد ؟! .. هل تلك هي منحة إلهية لتعويض حزنه الدفين، و نحيبه الذي استمر بطول الليالي ؟ .. لم يجرؤ على الاقتراب منها و محاورتها.. كان هناك شيئا يشده للخلف بلا شعورية.. اكتفى برؤيتها من بعيد.. و كأن احجامه عن الاقتراب سببه الخوف من كونه منخدعا.. فيصير شبهها بفاطمة مجرد وهما في خياله، أو أنها ستنقشع رمادا مثل الأساطير.. استمر في تعاطي هذا النوع من الأفيون.. أفيون الوهم.. لكنه قابلها بالفعل.. و كان مضطرا تبعا لمركزه في الأوبرا.. صافحها يوم البروفة الأخيرة قبل الحفل.. حدق في عينيها.. لم يتفوه بكلمة.. لاحظت غرابة تصرفه.. عرفها بإسمه أحد زملائه.. كان يتأملها جيدا، و يرمقها لفترة كبيرة.. أطال المصافحة.. فتأكد أنها شبيهة فاطمة.. حتى في لمسة يدها.. آمن بذلك إيمانا جازما.. سلم أنها مبعوثة الإله لإنتشاله من الحزن.. لقد وصل لقمة النشوة عندما ذهب للمنزل.. توالت الأفكار في كيفية الظفر بها.. كانت الحفلة غدا.. فشرع يكتب جوابا بعبارات راقية، يطلب منها مقابلته بعد انتهاء الحفل، عند جسر قصر النيل، من أجل إخبارها بأمر بالغ الأهمية.. و وقع في آخر الجواب “مظهر بك أباظة”.. في ليل اليوم التالي، قبل ساعات من حلول العام الجديد المتمم ١٩٤٠م.. اندلعت الأنوار في مباني العاصمة.. تحديدا وسط المدينة.. زينت الطرق.. استعدت المسارح و اللوكاندات من أجل إحياء سهرات رأس السنة.. امتلئت السينمات، على أبوابها أفيشات الأفلام تتلألأ بإضاءات مبهجة.. شوارع محمد علي و كلوت بك و عماد الدين، اجتيحت بطوابير أمام مداخل الكازينوهات.. عند تلك الطوابير تسمع من الداخل موسيقى الجاز الغربية، و أحيانا ضرب الدفوف المصاحب للغناء و الرقص، و نمرات المونولوج المثيرة للقهقهة.. اتجه مظهر مباشرة من مكتبه في دار الأوبرا إلى غرفة المكياج الخاصة بنبيلة، كانت هي بالداخل فاعطى الجواب للحارس الذي يقف على الباب.. طرق الحارس باب غرفة نبيلة و التي سمحت له بالدخول، فمنحها الجواب قائلا -تلك الورقة لك من مساعد مدير الأوبرا، عزته مظهر بيه !

كتابة/ أحمد وليد السيد


التصنيفات
الادب غير مصنف

ميراث الفتنه (٢) بقلم المبدع أحمد وليد


ميراث الفتنة (٢)

ذهب سامر الفتى العشريني المثقف إلى والده عبد العزيز قائلا -لماذا يا أبي تستميت في الدفاع عن يزيد بن معاوية ؟! .. لقد استباح يثرب ثلاثة أيام متتالية في واقعة الحره.. ذبح ساكنيها.. و ترك جيشه ينهب بيوتها و يستحل نسائها و أموالها، و يسبي أهل بيت النبي محمد ! .. أيعجبك أن نسل خاتم المرسلين قد شرد في عهده ؟! .. فلماذا كل هذا الدفاع ؟ و على أي أساس تبرئه من تهمة قتل الحسين و تصفه بأمير المؤمنين ؟!
اغتاظ عبد العزيز و قام من مقعده محمرا وجهه، و قال -بأي حق تتكلم عن سيدنا يزيد يا جاهل !
ارتعد سامر متراجعا و هو يردد -لقد أضرم النيران في ستائر الكعبة ! .. إنه عمد بتصرفاته الجنونية إلى القضاء على دين محمد !
اقترب والده المتطرف و كاد أن يصفعه -يبدو أن مجالسة الروافض في الكلية علمتك الطعن في سلفك الصالح، و نقدك أفعالهم عن جهل !
قال سامر -هذا ليس حديث إخواني الشيعة.. هذا الكلام استنتجته مما جاء في مجلدات العلماء المعاصرين لتلك الحقبة.
صاح عبد العزيز بأسلوبه المنفر و من دون أن يتحقق من مصدر إبنه – و من أنت كي تستنج و تقول هذا أخطأ و ذاك أصاب ؟! و ما حجم علمك بالدين ؟ دعني أقرأ عليك كتب الإمام إبن تيمية و نخبة شيوخ السنة الأجلاء الذين أنصفوا الحق و أعطوا يزيد ما يستحق.
فقال سامر – مبرر الجريمة لا يقل جرما عن مرتكبها !
رد الأب معليا من حدة صياحه، ملوحا بسبابته بطريقة تشبه الوعيد -لا تكن خبيثا.. أنت بذلك تتشيع ! .. بإسم الثقافة تتشبه بعقائد الكفار.. عد إلى صوابك !
و انتهى الحوار بشتم و تعنيف من عبد العزيز لسامر.. و في اليوم التالي، حدث أن في مسجد يصلي به الشيعة، قام شيخه المتعصب بسب أبو بكر و عمر و عائشة و معاوية.. متلاعبا بمشاعر السكان السنة الذين سمعوا الخطبة في منازلهم.. حتى أنه طعن في أعراض هؤلاء الصحابة.. و نادى بمعاقبة كل من ينحاز لمعاوية ضد علي في مسألة الفتنة الكبرى.. أو من يرى أن يزيدا كان أحق بالخلافة من الحسين.. فعبأ مشاعر الغل في نفوس سامعيه.. حرضهم على الجهاد، حتى خرجوا يهتفون -لبيك يا حسين ! .. فظهر لهم شباب من السنة، أغلبهم ملتحين متطرفين.. حملوا العصي و السكاكين.. و شرعوا يسطون عليهم.. فجاءت من الخلف جحافل مسلحة من الشباب الشيعي.. اشتبكوا مع السنيين.. و أصبحت مذبحة، بينما صرخ رجل كان يرقب تلك الفاجعة، قائلا -يا من تشركون بربكم.. اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا.. الدين ليس علي و لا معاوية.. لا حسينا و لا يزيدا.. أنتم تعبدون الأشخاص و لستم تعبدون الله.. أفيقوا !
و صاح آخر -تتركون الأمريكان يعيثون في أرضكم بينما تقتلون بعضكم.. يا أغبى الخلق !
نظر لهما أحد المتقاتلين نظرة ازدراء و كأنه يقول في نفسه، لقد اختلفنا في أركان الدين، كيف لا نختلف حول الأشخاص ؟!
فبدون نتيجة استمر النزال.. سقط الضحايا و سالت الدماء.. أصيب من الطرفان عدد كبير.. و أصبح هناك ثأرا مبيتا بين عائلات سنية و شيعية.. و بعد فترة وجيزة.. في ظل الأجواء الملتهبة.. عين عدنان في مركز الأبحاث الطبية.. ليتم جمعه مع حبيبته طوال نهار العمل.. و لكن ابتعدا الإثنان عن بعضهما.. و حاولا التظاهر بعدم معرفة الآخر.. نظرا لظروف الفتنة، و ما يمكن أن يحدث إذا انكشفت علاقة حبهما للمجتمع.. فاقتصر التعامل بينهما على قواعد العمل.. كما أنه لم يعد يرى وجهها بسبب النقاب.. فتمنى أن ينفرد بها و يعيد ما كان بالماضي.. ظل يبحث عن حل و لم يفقد الأمل لوهلة !
و في صباح مشمس اصطدمت عربة مفخخة في دورية عسكرية أمريكية بجوار مدرسة ابتدائية.. فقتل عشرة أطفال جراء التفجير المروع.. منهم ثلاثة من إخوة رغد.. وجدوا غارقين في دماءهم.. فانتشرت شائعة أن الشيعة مسئولون عن التفجير، بغرض تصفية أطفال المدرسة الذين عد معظمهم من السنة.. عاد الكرب يعم أفراد عائلة رغد، و انهارت رغد نفسها في الحزن الدفين.. فشدد عليها عمها في مسألة ترك المنزل.. و وضع ضوابط لمغادرته.. فلم تعد تذهب إلى مركز الأبحاث الطبية.. قدمت استقالتها من الوظيفة.. و وسط هذا الزخم، فاجأ عدنان رغد برسالة تحوي قرارا خطيرا.. و هو الخروج معها من بغداد.. و السفر إلى مكان بعيد يسوده الهدوء.. مكانا قصيا عن دموية الصراع الطائفي.. فأعلمها بأن أهله يشاركون في موجة الغليان ضد السنة.. و يتحركون مع عائلات أخرى للنيل من خصومهم أصحاب المذهب المختلف..فاحتارت رغد التي تحفظت على ترك أمها و أختيها الباقيتين.. كما أنها ستكون مجبرة على أن تتزوج في السر، ضاربة بالعادات و التقاليد عرض الحائط !
و تأخر ردها على عدنان.. و سرعان ما وصل إلى عبد العزيز دعم خارجي لنشر الدعوة الوهابية، و استقطاب مزيد من الشبان و تجنيدهم لقتال الشيعة كميليشيات مسلحة.. كون مجموعة إرهابية و أطلق عليها إسم فرسان معاوية.. كان شعارها “التقرب إلى الله بجز رقاب الشيعة”.. أقيم مقرها في ورشة امتلكها عبد العزيز لإصلاح السيارات.. علق على حوائطها لوحات لفتاوى قديمة تتضمن تكفير أتباع المذهب الشيعي.. و أحاديث تصفهم بالمشركين و الضالين المضلين.. بالإضافة إلى بعض آيات الحرب في القرآن.. و مر الوقت.. قبضت القوات الأمريكية على شريك في حادث تفجير الدورية العسكرية الذي سقط فيه أطفال المدرسة الأبرياء.. و من الصادم أن هذا الشريك كان من أقارب عدنان.. حيث اشترك في تركيب العبوة الناسفة بالعربة قبل أن تنطلق.. و التي اندفعت بدورها لتدشن المذبحة الدموية الثانية.. انتشر الخبر و اقترن اسم عائلة عدنان بهذا الحادث الإرهابي.. و في يوم ذهب أخو عدنان الأكبر إليه.. و اجتمع معه في الخفاء.. و فجأة أفصح له عن علمه بالعلاقة السرية التي بينه و بين رغد السنية.. فقد كان يعرف كل شئ عنهما، حتى من قبل حدوث الغزو الأمريكي.. حيث استنكر العلاقة و أقر باستحالة زواجهما.. مرددا أن ذلك لو حدث في هذا الوقت تحديدا سيشعل فتيل الأزمة، و سيقلب السنة أكثر ضد الشيعة.. أمره بقطع العلاقة معها و فورا ! .. فراح عدنان و حدد موعد مع رغد كي يخاطبها في شأن.. قابلها في منتزه بوضح النهار، في مكان خالي بين النخيل، بدأت المقابلة بلقاء رومانسي.. ثم قال عدنان في جدية أنه يحضر للسفر خارج بغداد.. و مستعد أن يأخذ أمها و أختيها معهما.. وافقت رغد و عادت للمنزل تستشير أمها.. و شرع عدنان لاستئجار شاحنة، كي تحملهم إلى قرية نائية بالجنوب.. و حينما صارحت رغد الأم، رفضت حزينة، بحجة أنها على ذمة رجل، و أنه ليس من الشرف أن تهرب الزوجة من بيت زوجها.. فألحت رغد كثيرا، حدثتها عن حالهم المتدهور بعد تزوجها من عبد العزيز.. كانت تقنعها أحيانا فتعود للرفض.. أصيبت رغد بخيبة أمل.. شعرت بالإحباط.. و بقت على رأيها.. فهي لن تترك أمها و إخوتها.. و في ليلة مظلمة بورشة عبد العزيز.. كان يجتمع بالمجاهدين من أجل التحضير لعملية.. فدخل عليه رجلا قصيرا خفيف اللحية، كان مكلفا بمراقبة رغد، منذ إنشاء التنظيم الإرهابي.. و أخبره بما رآه.. لقد رأى رغد مع عشيقها بالحديقة.. أبلغ عبد العزيز أن رغد كانت تزيل النقاب من على وجهها، و تبادل عدنان النظرات الحارة، و لمسات اليد الدافئة.. لكنه لم يسمع ما كانوا يقولون.. هو فقط لمحهم.. اشتعل عبد العزيز.. بدى كالثور الهائج.. و بعدما عاد إلى المجاهدين قال لهم و وجهه يغمره الإحمرار -لدي من سينفذ العملية !
و ذهب لرغد، انهال عليها بالصفع و الركل، نعتها بالزانية قائلا -العين تزني و القلب يزني.
حجبته أمها لتمنعه من ضربها فسقطت في المنتصف.. و استطرد صارخا -تقيمين علاقة مع الرافضي النجس !
و أخذها للورشة السرية، بينما يردد -سأغسل عاري منك يا فاسقة !
أجبرها على كتابة جواب لحبيبها تطلب رؤيته، داخل متجر كبير مالكه شيعي.. و في ظهر اليوم التالي.. ألبسها عبد العزيز حزاما ناسفا.. حيث كانت تبكي بحرقة.. سيقت إلى المتجر المستهدف غصبا.. تتبعها أحد المجاهدين من الخلف، حتى التقت بحبيبها، ثم هرع إلى الخارج مسرعا.. اقتربت من عدنان.. الذي كان ينتظرها عن كثب، بمكان تباع به العطور المصنعة.. انسدلت دموعها بغزارة.. نحبت بصوت عال و هي تطلعه على الحزام الذي ترتديه فوق خصريها .. فاتسعت عيناه رعبا.. و فجأة وصل عداد القنبلة إلى الصفر.. انفجر الحزام.. نسف المتجر بمن فيه.. ثم دوت صفارات الإسعاف و المطافي.. و بعدما علمت الأم بما جرى لرغد بسبب زوجها.. هربت مع بنتيها الباقيتين إلى الريف.. بعيدا عن بغداد.. و قد ندمت على اليوم الذي قبلت فيه الزواج من هذا الرجل المريض.. لقد كرهت العادات كلها.. تحررت من قيود زوجها المتطرف، لكن ظلت ذكرى موت ابنتها الكبرى تقتلها في كل لحظة، و في كل سحبة نفس، كادت تموت هي الأخرى من الحسرة….

تمت

كتابة/ أحمد وليد السيد